هآرتس: “إسرائيل” تتاجر بجثث الشهداء

0
ترجمات عبرية-قدس الإخبارية: “بضاعة باردة مخزنة في غرف التبريد للشرطة الإسرائيلية وتنتظر أمر البيع، المشترون بالذات موجودون، ولكن البائعين مفزعون، فهم لن يسلموا البضاعة الا من تحت الطاولة، وفقط شرط ألا تحدث البضاعة احتفالات”، بهذه الكلمات بدأت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية افتتاحيتها صباح اليوم في مقالة للكاتب والمحلل السياسي “تسفي برئيل"ز

يقول الكاتب: “من الواضح أن البضاعة – جثامين منفذي العمليات الفلسطينيين، تتطلب جنازة، وفي الجنازة هناك مشاركون مشحونون بمشاعر عاصفة تنفجر ضد من قتل منفذي العمليات وضد دولة “اسرائيل”، الانفجار الذي يحدث موجات غضب وكراهية إضافية، وكل هذه من شأنها أن تمس بنسيج العلاقات الهادىء والساكن، الذي لولا الجثث لكان واصل الحياة بلا عراقيل”.
وأضاف “حكومة اسرائيل، التي جعلت التحريض السبب الوحيد للثورة الفلسطينية وعمليات الافراد، ملزمة بأن تتمسك بموقفها المشوه، فليس للتحريض اي خلفية او علاقة تاريخية، وهو لا يستند الى حقيقة أو الى حقائق. هو أمر طبيعي، مثلما لا يوجد لمنفذي العمليات من الفلسطينيين قبل أن يصبحوا جثامين تفسير منطقي، ففي ظل وجود الاحتلال نهض الفلسطينيون ذات يوم، وخلافا لكل التوقعات وكل التقديرات، بدأوا يقتلون اليهود”.
وتابع “هم أفراد، ليسوا اعضاء في تنظيم بشكل عام، وهم لا يعلنون مسبقا اين ومتى سيهاجمون، لا ينطبق عليهم اي نموذج ولا يناسب أفعالهم اي وصف، انتفاضة الافراد، انتفاضة الأجواء، انتفاضة السكاكين، كيف بالضبط سنسمي هذا الإرهاب، إذ بدون تعريفات لا يمكن إعداد خطط عمل أو وصف الواقع.
وقال “برئيل”: “وهذه المرة ايضا، امتشق التحريض كتفسير لكل ظاهرة، هو الذي يحرك المخربين، هو الذي يمنع المفاوضات السياسية، هو الذي يلغي وجود الشريك، بصفته المحرض الرئيس، وبالاساس – يمكن للتحريض ان يخفي تحت اكنافه وجود الاحتلال، ويعطل ذنبه، فليس الاحتلال هو المذنب بل المذنب هو التحريض عليه”.
وأضاف “قبل وقت طويل من الانتفاضة الاولى، كانت هذه أعلام فلسطين، او الشعارات التي ترش على حيطان المباني، في حينه ايضا رأى الحكم العسكري في هذه المظاهر الخطيرة تهديدا استراتيجيا، وأجبر الأولاد على تسلق عواميد الكهرباء كي ينزلوا الأعلام، وأخرج الشيوخ من منازلهم في ظلمة الليل كي يمحوا الشعارات، هذا التحريض انتهى، أما الاحتلال فاستمر كالمعتاد، إلى أن جاءت الانتفاضة الثانية التي استندت بالطبع الى التحريض فقط، ولم تكن ثورة ضد الاحتلال”.
وأوضح الكاتب “الآن فهذه هي الشبكات الاجتماعية المذنبة في كل شيء، لو كان فقط ممكنا منع خدمات الانترنت وتصفية الشبكات الخلوية، لو كان فقط ممكنا منع ابو مازن من أن يتحدث عن الاحتلال وعن المستوطنات، لما كان السكان فكروا أو شعروا على الإطلاق بأن وضعهم سيء، لحظنا، تملك إسرائيل الآن السلاح المطلق: جثامين باردة ومهددة، جثامين محظور تحريرها لأن ببرودتها قد تشتعل نار تحرق كل المناطق، فالفلسطينيون يتفهمون قتل منفذي العمليات، فالشهادة جزء من ثقافتهم، ولكن الجثامين؟ هذه قصة أخرى، يمكن هنا الضغط عليهم”.
وختم الكتاب بالقول “إن هذا الذخر الأمني المحتجز في الثلاجة يلقي بظلاله بالطبع على كل اعتبار أخلاقي؛ وكالمعتاد، كما يرافق كل فعل غير أخلاقي تعليل أمني لا يمكن الصمود أمامه، كما ينبغي أن نشرح للمحرضين، ملزمون بأن يتمسكوا بقواعد لعب عادلة، الجثة مقابل الجثة، أو الجثة مقابل الهدوء، الأغلى فيما بينهما. هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الفلسطينيون. وهذه هي اللغة التي تتقنها إسرائيل بجهلها”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © مدونة ابانتك

مدونةابانتك